گروه نرم افزاری آسمان

صفحه اصلی
کتابخانه
فلسفه اسلامی
جلد اول
[ توجيه كلام افلاطون و فيثاغورس فی تعريف الحركة ]


و يمكن توجيه كلامهما بما يدل علی تمام التعريف من أخذ التدريج الاتصالی‏
فيه ( 4 ) ، فان الشی‏ء اذا كان حاله فی كل حين فرض مخالفا لحاله فی حين‏
آخر قبله أو بعده كانت تلك الاحوال المتتالية امورا متغايرش تدريجية علی‏
نعت الوحدش والاتصال . فأفلاطون عبر عن هذا المعنی بالخروج عن المساواش ،
و فيثاغورس عبر عنه بالغيرية ، والمقصود واحد . ولايرد عليهما ان كلا من‏
هذين المعنيين أمر بسيط لايعقل فيه الامتداد والاتصال فليس شی‏ء منهما تمام‏
حقيقة الحركة ، لكن الشيخ لم يلتفت الی التوجيه المذكور ، وقال فی‏
الشفاء :
" ان الحركة قد حدت بحدود مختلفة مشتبهة ، و ذلك لاشتباه الامرفی‏
طبيعتها ( 5 ) اذ كانت لايوجد أحوالها ثابتة بالفعل ، و وجودها فيما يری أن يكون قبلها شی‏ء قد
بطل و شی‏ء مستأنف الوجود ، فبعضهم ( 6 ) حدها بالغيرية اذكانت توجب (
7 ) تغير الحال و افادش لغير ماكان ، ولم يعلم أنه ليس يجب أن يكون ما
يوجب افادش الغيرية فهو نفسه غيرية فانه ليس كل ما يفيد شيئا يكون هو
اياه ولو كانت الغيرية حركة لكان كل غير متحركا ، وليس كذلك . وقال‏
قوم : انها طبيعة غير محدودش ، والاحری أن يكون هذا ان كان صفة لها صفه‏
غير خاصة ، فغيرالحركة كذلك أيضا كاللانهاية والز مان . و قيل ( 8 ) :
انها خروج عن المساواش كأن النبات علی صفة واحدش مساواش الامر
بالقياس‏الی كل وقت يمرعليه ، و ان الحركة لايتساوی نسبة أجزائها و
أحوالها الی الشی‏ء فی أزمنة مختلفة ، فان المتحرك فی الاين فی كل آن له‏
أين آخر ، والمستحيل ( 9 ) فی كل آن له كيف آخر . وهذه رسوم انما دعا
اليها الاضطرار و ضيق المجال ، ولا حاجة بنا الی التطويل فی ابطالها و
مناقضتها فان الذهن السليم يكفيه فی تزييفها ما قلناه " .
انتهی كلامه .